قال الله تعالي " و لقدكرمنا بني آدم وحملناهم في البر و البحر و رزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا "
منذ انشأ الله الخليقه ، والحيوان نفسه بذات السلوك الفطري الذي خلقه الله عليه ، وإلى يومنا هذا يعيش الحيوان بنفس السلوك الذي خلقه الله عليه ، غير أن الإنسان يختلف ويتطور سلوكه بأساليب وطرق مختلفه ،،،
قديما حدد الفيلسوف (ابيقور ) الشهوة إلى متحــــركة وثـــــابتة فالأولى تمثل التهــــــام الطعــــام وممارسة الجنس وهذه مزج بين المملكة الحيوانية و الإنسان . فالــــــروح الحيوانية متأصلة لدى الجميع من هذه الناحية.....
وفي غمار اللذة 9الشهوة 9 (الثابتة) يتدارك (ابيقور) بأنها التفكير و التأمل ومن خلالـــها برزت الأفكار العظيمة التي ساهمت في تغيير الأنماط السلوكية للفرد.
سنتحدث اليوم عن أوجه التشابه بيننا كبشر وبين الحيوانات ( أجلكم الله ) ، كما تعلمون أننا نتشابه كثيرا ،، فللحيوان رأس كما لنا ، وله أرجل كما لنا ، وله أعين كما لنا ، وله فم ولسان وبطن وظهر وجذع وأسنان كما نحن ، حتى أنه يتزاوج ، يأكل ، ينام ، يصحو ، تلد أنثاه وترضع ، والفرق بيننا وبينه هذا العقل الذي خلقه لنا لميزنا عن الحيوان ، من أجل تسيير حياتنا ، ولنكون مخيرون لا مسيرون ، ومع هذا أيضا ، فهناك صفات فرديه لكل إنسان يختلف بها عن الآخر ولا تتشابه ، فلا تجد تشابها بين بني البشر في الحامض النووي وبصمات الأصابع لليدين والرجلين ، وهناك ايضا بصمة للصوت ، وتركيب الشعر ، ومجموعة الدم ،،، ومع هذا الإختلاف بين بني البشر انفسهم ، والإختلافات بيننا وبين الحيوان ، غير أننا نرى أفعال حيوانيه كثيره يقوم بها بعض من معشر الإنسان ، سواءا في بيته او عمله او في الشارع ، وهذه الإفعال قد يخجل أن يقوم بها الحيوان لو كان يمتلك عقلا كعقل الإنسان ، وأبى البعض إلا أن يعطل نعمة هذا العقل ، لكي ينحدر بنفسه الى مرتبة الحيوان . وسوف نستعرض جميع الصور من جميع الأماكن .
الصوره كاملة
فتاة خرجت من بيت أهلها سافرة لا تلبس غير بضع سنتمترات من القماش ، ذاهبة الى عملها أو الى جامعتها ، أو الى التسوق ، كاشفة كل الجسد ، بنطال يكاد قد خلق معها وقميص لنصف البطن وصدر يكاد يخرج خارجا ، نستوقفها قليلا ، فتقول انها الحرية ، أقول لها هذه ليست حرية بل ( حيونه ) ....
شاب يقود سيارته يعيث خرابا في الشارع ، تفحيط وموسيقى صاخبة وخروج من النوافذ ورقص داخل السياره بصورة هستيريه ، نسألهم فنقول نحن أحرار ، وهذه هي الحرية ، أقول لهم هذه ليست حريه بل ( حيونه ) ....
يأتيك اتصال ، يسألك ، عبدالله ؟ تقول له لا ، فيعود مرة أخرى ، وأخرى ، ويستمر بنفس السؤال ، فإن كان صاحب الهاتف إمرأه ، ازداد اتصاله ، وازدادت رسائله ، تسأله يقول لك أخطأت بالرقم ، عشرات المرات ورسائل متعاقبه ، وقد اخطأ بالرقم ، أقول له هذا ليس خطأ ، بل ( حيونه ) ....
يتوقف بسيارته على الإشاره الضوئيه ، يفتح الباب ، يبصق ، يتسخ الشارع ، وتتسخ نفوس كل الواقفين هناك جراء فعلته ، تتوقف بجانبه ، تسأله ، مالذي فعلته ؟ يقول لك اختنقفت ، هل تريدني أن اختنق ؟ يجب أن ارتاح ، اقول له هذه ليست راحة بل ( حيونه ) ....
يلحق الفتاه من زاوية لزاوية ومن محل لمحل ، يحادثها ، تهرب منه من مكان الى مكان ، يحاول أخذ رقمها ، متسترة هي ، لا شيء يعيبها ، غير أنها تخجل الرد على هذا المتطلفل ، تحرش سيء ، لا يعتقها ، تسأله السبب فيقول ( وانت مالك ) أنا حر ،، اقول له هذه ليست حريه بل ( حيونه ) ....
تقف في طابور طويل ، أمام صراف البنك ، أو في أي دائرة حكومية ، فيأتي أحدهم من الخلف متجاوزا كل الواقفين ، فيقدم اوراقه من النافذة للموظف ضاربا بذلك عرض الحائط كل نظام ،،، تسأله لماذا لا يقف مع الناس ، لماذا تجاوزت كل الواقفين ، يقول لك أنا في عجلة من أمري ، أقول له هذه ليست عجلة بل ( حيونه ) ....
تتعرض للشتم والتحقير من عضو يدعي الفكر والحوار وحرية الرأي ، يتصيدك ، يحاول جاهدا إسقاطك ، يقولك ما لم تقله ، وعندما تناقشه بالحجة ، يقول لك حرية رأي ، أقول له ليست هكذا حرية الرأي ، هذه ( حيونه ) ....
مديرك يتصرف معك بفوقيه ، لا يسمع لك رأي ، لا يلتزم أبدا بوعوده لك ، يحرمك ابسط حقوقك ، يلقي عليك تعليماته بصورة عشوائيه ، تسأله عن السبب ، فيقول لك أنا المدير ،،، اقول له ليست هكذا الإداره ، هذه ( حيونه ) ....
يسافر مع اولاده لقضاء إجازة الصيف ، يتركهم في الفندق كل ساعات الليل حتى الفجر من حانة الى حانه ، ومن بار الى بار ، يعود اليهم ، تسأله زوجته أين كنت ، يقول أنا حر ، جئنا هنا للسياحه ، أقول له هذه ليست سياحه ، هذه ( حيونه ) ....
للحيوان شعور نحترمه ، فلا نسن السكين أمامه قبل ذبحه ، ومن ثم نذبحه على الطريقه التي امرنا الله بها ، غير أن بعض بني البشر يذبحك ويسن سكينه امامك ، بدواعي الثأر والحقد ، تسأله فيقول لك ( العين بالعين والسن بالسن ) اقول له ليس بهكذا أمر الله ، وهذا ليس بسداد دين مشروع ، هذه ( حيونه ) ....
وما الحروب بين أبناء الجلده الواحده إلا أكبر دليل على حيوانية الإنسان ، فيقتل المسلم أخاه المسلم بدواعي رخيصه جدا ، كاسترداد أرض أو مطالبة بترسيم حدود رسمه لنا الإستعمار ، أو من أجل مادة خلقها الله للجميع ، او من أجل رزق هو من عند الله ، تسألهم فيقولون إعادة الحقوق ، أقول لهم ليست هكذا تستعاد الحقوق ، هذه ( حيونه ) ....
إمرأة تبيع جسدها ، بدلا أن تحترمه وتجعله مستودعا للأمومه ، راكضة خلف أهوائها ولذاتها الحيوانيه ، متناسية كل التعليمات الإلهيه والأعراف ، تسألها فتقول لك فراغ عاطفي ، اقول لها ليس هذا بتعويض للفراغ العاطفي ، هذه ( حيونه ) ....
تطالعك محطات تلفزيونيه ، مشاهد في قمة السخف ، تبث الرذيلة بشتى اشكالها ، مذيعات عاريات ماجنات ، فيقولون لك هذا هو التقدم ، وهذه هي المدنيه ، أقول لهم ليست هكذا تؤخذ الأمور ،، هذا ليس بتقدم ولا مدنيه ، هذه ( حيونه ) ....
أما آن لهم أن يفهمو ؟ أن حريتك تنتهي عندما تبدأ حرية الآخرين ، وأن الطريق للجميع ليس لك وحدك ، وأن شهوتك منقضية إلى ندم ، أن الإنتقام ماهو غير زيادة في الغرق والسقوط ، أن لك أخ في الدين والعقيدة حرام عليك دمه وماله وعرضه .
أما آن لك أن تفهم ، أن الحياة قصيرة ، وأننا مودعون لا قائمون ؟؟ وأن التسامح من شيم الكرام ، وأننا تفصلنا شعرة واحدة عن الحيوان ، هذا العقل إن استغنينا عنه ، وركضنا خلف شهواتنا الجنسية والإنتقامية ، وضربنا عرض الحائط شعور من يعيشون حولنا ، واغتصبنا حريات الناس من حولنا ، وفرضنا عليهم اهوائنا ، فنحن بهذا قريبون جدا الى الحيونه .
ما الذي تستطيع إضافته الى هذه الصوره ؟؟؟
تقبلوا كل إحترامي وتقديري ...