السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا ببدأ بالسلام أهوه علشان ما حدش يفكر اني كده ولا كده .
طبعاً عند قراءة العنوان ... الكل هايفتكر أني هاتكلم عن الحب والعشق والهيام والغرام وحاجات زي دي ايون انا هاتكلم عنها وبكل صراحة وهافصح عن حاجات في الحب يمكن اول مرة تعرفها ..
يعني العشق والحب والهيام والحاجات التانية دي حرام ولا حلال ..
عاوز تعرف اقرأ هذه المقالة .
كل سنة وانتوا طيبين
كل عام وأنتم الى الله أقرب وعلى طاعته أدوم
طبعاً احنا في أيام عيد وكل واحد بيعيد على حسب أفكاره ومعتقداته وطريقه تفكيره في العيد.
أنا بقى عامل نفسي فبلسوف شوية وقعدت أفكر ليه العيد ( عيد الأضحى ) بنحتفل به علشان الوقوف بعرفات بس ولا فيه حاجة تانية .
بص يا سيدي
أنا بقى قعدت أفكر في الرحلة المباركة ... رحلة الاستسلام لله .. رحلىة بكل مقاييس البشر لا تؤدي الا الى الهلاك والفرقة والموت والهلاك . ولكني خرجت من هذه الرحلة بعده دروس منها :
1- العاشقون لا يسألون لماذا وكيف ؟
هذا هو الدرس الاول الذي أريد من الجميع أن ينتبه اليه .. فكيف يكون ذلك ؟
لو شفنا سيدنا إبراهيم من الاول هانلاقي عجب .. فتى لم يتجاوز الرابعة عشر يحطم الاصنام ويضع الفأس على رأس كبيرهم بكل جرأة وقوة يخبرهم أن الكبير هذا هو من قام بتحطيم هذه الحجارة وان كانوا لا يصدقونه فليسألوه .. وبعد ذلك يلقى في النار دون أن تهتز شعره في رأسه وبكل قوة المؤمن المتوكل على ربه يقول لكل من أتي اليه من الملائكة لانفاذه ولنصرته : أما منك فلا , ولكن علمه بحالي يغنيني عن سؤالي . في هذه اللحظة يأمر الله القادر النار ويقول لها " كوني برداً وسلاماً على إبراهيم " إذاً فقد ذاق ابراهيم معيه الله سبحانه وتعالي وأنه قادر على كل شئ فهو يعلم أن الله لا يضيع أهله .
هذا النبي لم يرزق بأطفال طيلة فترة شبابه وقوته وعندما طال به المر رزقه الله بطفل أقر الله به عينه بعد طول انتظار ودعاء وهنا بدا إبراهيم النبي يتعلق قلبه بابنه وبدات الرحلة المباركة .. رحلة الهلاك المحقق والخراب الذي سوف يؤدي بكل المقاييس الى موت الطفل الذي طال الشوق اليه .
أبراهيم أخذ أسرته وبدأت رحلة اضطرابه وخوفه على أسرته وطفله ولكنه يوقف أن الله لن يضيع أهله لانه ينفذ أمر الله . أخذ أبراهيم أسرته زوجته وطفله الرضيع وتركهم في مكان موحش لا زرع فيه ولا ماء ولا حتى أناس يستأنسون بهم .. لك الحق أن تتخيل هول الحر في الصحراء أو قسوة البرد في الليل أو الحيوانات المقترسة التي تتعطش الى أكل أو شربة دم ولكن إبراهيم يترك أسرته وينصرف في هذا المكان الموحش ويهم بالانصراف ولم ينرك معهم الا قليل من الماء والطعام .. عندما هم ‘إبراهيم بالانصراف نظرت اليه زوجته مستغربة وكيف ان تتركنا هنا بمفردنا دون أنيس أو ونيس أو طعام أو شراب وكيف أفعل أذا نفذ الطعام والشراب أو وهجمت علينا السباع أو طال بنا المقام في هذا المكان ولم يمر أحد من هنا .. هنا وقفت الزوجة المؤمنه التي تعتمد على ربها قائلة لزوجها " ءالله أمرك بهذا ؟ " فأومأ رأسه بنعم فقالت والثقة تملأ قلبها : " أذاً لن يضيعنا " ... انصرف إبراهيم من أمامهم وولى وجه عائداً وتركهم ولكن القرآن يسطر دعاء يدل على أنه عاشق ولهان لله ماذا قال ؟
" ربنا إني أسكنت من ذريتي بوادي غير ذي ذرع عند بيتك المحرم , ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل أفئدة من الناس تهوي اليهم وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون "
كل ما يهم ابراهيم هو اقامة الصلاة وشكر الله سبحانة وتعالى .ز ولكن ماذا عن سلامة ابنه وزوجنه .ز لا يهم لانه عاشق ولا يسأل كيف ولماذا أمره الله أن يترك أهله في هذا المكان ولما في هذا المكان دون غيره .
سرعان ما نفذ الغذاء والماء واللبن من صدر الأم وطفلها الصغير يتلوى من الجوع والعطش والام لا تعلم من أين تأتي بالطعام ولا الشراب لكي تروي ظمأ ابها الرضيع فتهيم على وجهها في الصحراء سبعة اشواط فوق جبل الصفا والمروة علها تجد من بنقذها أو يأخذ بيدها ويروي ظمأ ابنها ولكن لم يحدث أي شئ من ذلك .. ففوضت أمرها لله ... وعادت الى ابنها منكسرة القلب .. ولكن الله لا يضيع أهلة كما قالت .. هنا انفجرت عين زمزم من تحت قدم الرضيع اسماعيل .. من مكان لا يتوقع الجميع أن يحدث ولكن الله يحفظ أهله ومن أطاع أمره. ففرحت الام وسقت ابنها وشربت ومازال العالم كله يشرب من هذا الماء دون أن ينفذ أو ينقص .. وثقت الام في موعود الله واطمئن قلبها بأن الله يحافظ عليها وعلى وليدها .. ولكن كان في انتظارها شئ أشد ضراوة من هلاك الطفل الرضيع ..
الى اللقاء في الحلقة الثانية من دروس في عيد الأضحى
مع تحياتي
د / وليد الجوهري
الثلاثاء ديسمبر 09, 2008 7:13 am
