حكاية بنت مصرية فخورة بأبيها، تفوقت ونبغت، ولكن شعرت بالقهر اقرأها حتى آخرها،لتعرف مضحكات مصر التي لا تنتهي،وحين يكون الظلم من ولي الأمر لأحدى رعاياه فبشرهم بعذاب أليم، فالله غالب على أمره
كانت الأولى على إبتدائية الأزهر حينما كانت في المعهد الأزهري النموذجي ... وهى الأولى أيضاً على إعدادية الأزهر على مستوى الجمهورية ... أما في الثانوية العامة الأزهرية فقد كانت الأولى على الجمهورية بفارق كبير على التالية لها ... وكرمتها الدولة كما كرمها محافظ القاهرة ... وكرمها شيخ الأزهر ... وكل الذي حصلت عليه كتعبير عن سعادة الدولة المصرية بها هو جهاز " لاب توب " هدية من مصر المحروسة للمتفوقين من بناتها ... إلي هنا والقصة ماشية عال العال ... ودخلت إيمان سعفان كلية الدراسات الإنسانية في جامعة الأزهر ... لتحتل المركز الأول على طول الخط ... أما الليسانس ... فقد حصلت عليه مع مرتبة الشرف ... وكانت الأولى على دفعتها في " شعبة اللغات الأوربية وآدابها " ... ولأنها الأولى فكان من المعقول والمنطقي أن يتم تعيينها كمعيدة في الكلية ... لاسيما وأن "رئيس جامعه الأزهر " هو راجل " بتاع ربنا " ولا يمكن أن يفرق بين الناس إلا على أساس الكفاءة ... ولإنه شيخنا الذي يعلمنا أن الناس سواسية...كما أن اسمه " أحمد الطيب" فلابد من أن يكون طيباً ولأن " إيمان " هي الأولى فقد اطمأن قلبها .. وأضافت على تفوقها شهادة الدراسات العليا بتقدير امتياز ...
ولأنها الأولى أيضاً فقد قامت بجمع شهادات التقدير التي أرسلتها إليها المنطقة الأزهرية وجامعة الأزهر ومحافظة القاهرة ودرع جامعة الأزهر وتقدير الدكتور " عبد الرحيم شحاتة " ووضعت كل هذه الشهادات في حقيبتها حتى تزين بها مكتبها في الجامعة حينما يأتيها خطاب التعيين كمعيدة ... ولإنها الأولى فلم تكن تتصور أن الجهل والظلم في مصر من الممكن أن يصلوا إلي حد تخطيها كمعيدة وإصدار قرار إداري بتعيين السادسة والسابعة والعاشرة بدلاً منها ... وهذا هو ما حدث مع الأسف الشديد فقد تم استبعاد اسم إيمان سعفان من التعيين من باب " البلطجة ".... وطبعاً لم نسمع صوتاً لجمعيات حماية حقوق المرأة ..... ولا حقوق الإنسان ... ولا حقوق القاهرة أو عين شمس كما لم نسمع صوتاً للذين يصرخون من أجل حقوق " البهائيين " أو من أجل حقوق " أصحاب الخيمة الزرقاء " وجماعة " كل واشكر واطلب تاني " ... وكلما سألت " إيمان " واحداً من أصحاب الفضيلة عن سبب تخطيها في التعيين كمعيدة لا تسمع منه إجابة مع إنه صاحب فضيلة .... والفضيلة مبتقولش كده ... والصمت في الحالات دي ليس من الفضيلة أبداً .... أما الموظفون الغلابة في جامعة الأزهر فلا تسمع منهم إلا " ربنا معاكي يا بنتي " و " حكم القوي على الضعيف " مع إن القوي هو " إيمان " والضعيف هو صاحب القرار الظالم ... المهم يا سادة إن جريمة " إيمان سعفان " والتي أبعدتها عن المنصب الذي تستحقه كمعيدة هي أن أباها هو العبقري المرحوم الدكتور " أحمد عبد الحليم سعفان " والذي حصل على شهادة تقدير من " النمرو " وقبل أن تسألني عن " النمرو " أقول لك إنها أعلى وحدة للبحرية في العالم ... كما أنه رحمه الله حصل على درع نقابة الأطباء لتفوقه المهني ...ولأنه رحمه الله تمت محاكمته أمام محكمة عسكرية استثنائية بتهمة الانضمام إلي جماعه الأخوان المسلمين ... فكان لزاماً أن يتم حرمانه من كل حقوقه كمواطن مصري بالمرة مادام حظه أنه يعيش في عصر الفساد والمحاكمات العسكرية ... إلا أن الله قد توفى المرحوم العبقري الخلوق " أحمد سعفان" بينما شهية الظالمين لم تكن قد انسدت بعد ومازالت لديهم الرغبة في الانتقام من المرحوم " أحمد سعفان " ... فأخذوا يذهبون في الحجرة " رايح جاى " وهم يرددون : " تعملوا إيه يا ظالمين ... تعملوا إيه يا مفتريين " وفجأة صرخ كبيرهم ... قائلاً ... وجدتها ... " نحرم أولاده وبناته من حقهم الدستوري والقانوني ... وإن قدرنا نحرمهم من حقهم في المعاش نحرمهم كمان " ... وهنا صاح مندوب قبيلة خزاعة بين زعماء قريش قائلاً : " إنها واللات والعزي لنعم الفكرة " ...هع ..هع ..هع " ... ومن هنا يا سادة تم حرمان النابغة " إيمان " ابنة المرحوم " أحمد سعفان " الذي حوكم ظلماً أمام محكمة عسكرية استثنائية ... مخصوصة وقضى في السجن ثلاث سنوات ظلماً ثم خرج ومات فتم حرمانها أيضا من حقها في التعيين كمعيدة مادامت هي الابنة الفخورة بأبيها ... الخلاصة يا سادة إن قصة " إيمان سعفان " هي قصة المئات من أبناء الشرفاء المصريين من اليسار واليمين والإخوان المسلمين ... وعلى رأى الفنان " يوسف وهبي " " وما الدنيا إلا سجن كبير " وطبعاً كان يقصد " مصر " وفي " مصر " يا سادة لا تكتفي الدولة بظلم الآباء وبالذات.. لو أفرج الله عن الوالد وأنقذه من سجن "مصر" ليخلده في جنة ليس فيها " أمن الدولة " ولا "سجن طره " ... ولا حتى " جامعة الأزهر " فهم يتتبعون الرجل في أولاده وأحفاده مادام معارضاً للباطل ولم ينضم إلي الفئة الظالمة ... وقد كان النظام الحاكم فيما مضى يحكم " مصر " تحت مظلة ما يسمى " بالاتحاد الاشتراكي " وهذا الاتحاد الاشتراكي عبارة عن حاجة كده زى الحزب الوطني وكانت عضويته إجبارية على كل " المصريين "... والذي لا يدخل في " الإتحاد الاشتراكي " يدخل السجن وبهذه المناسبة فيروي ... أنه في عام 1965 تمت مراقبة أحد المواطنين بعد أن أفرج عنه... فلاحظوا أنه أصبح يتردد على " الملاهي الليلية " ... فكتبوا في التقارير أن المذكور تاب وأناب ... وفي اليوم التالي لاحظوا أن المواطن المفرج عنه يركب الأتوبيس ثم يسرق الركاب فكتبوا في التقرير:
" المذكور انضم للإتحاد الاشتراكي "
وعجبي[justify]